الذعر في السوق: لماذا تنهار أمازون ومايكروسوفت – الخوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي يشعل موجة بيع جماعية
19.11.2025بقلم: ميلوش ستيفانوفيتش
سادت حالة من الاضطراب في الأسواق العالمية مع تصاعد الخوف من "فقاعة الذكاء الاصطناعي" المنتفخة، مما يدفع إلى موجة بيع جماعية لأسهم التكنولوجيا. فقد انخفضت أسعار أسهم عمالقة مثل أمازون ومايكروسوفت بشكل حاد – إذ فقدت أمازون خلال اليوم أكثر من 4% من قيمتها، بينما تراجعت مايكروسوفت بنحو 3%. وقد سحبت هذه الانخفاضات الحادة المؤشرات الأوسع إلى الأسفل: تراجع مؤشر داو جونز بحوالي 500 نقطة (نحو 1%)، ومؤشر S&P 500 بنحو 0.8%، في حين هبط مؤشر ناسداك التكنولوجي بحوالي 1.2%. المستثمرون يغادرون المراكز الخطرة بسرعة، مما يشير إلى انتقال مفاجئ من الحماس إلى الحذر.
يشير المحللون إلى تزايد قلق المستثمرين بشأن احتمال تشكّل فقاعة ذكاء اصطناعي – وهي حالة ترتفع فيها تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من النتائج الواقعية التي يمكن أن تدعمها. خلال السنوات الأخيرة، كانت أسهم التكنولوجيا المحرك الرئيسي للنمو، مدفوعة بتوقعات أن الذكاء الاصطناعي سيجلب ثورة في جميع القطاعات. تُعقد مقارنات متزايدة مع حقبة الدوت-كوم أواخر التسعينيات، حين كانت العديد من شركات الإنترنت تمتلك تقييمات فلكية دون أسس تجارية مستدامة. وبشكل مشابه، تحمل اليوم بضعة عمالقة تكنولوجيين عبء السوق بأكمله – ما يسمى بـ"السبعة الرائعون" (ألفابت/غوغل، أمازون، آبل، ميتا، مايكروسوفت، تسلا، وإنفيديا) الذين يشكلون حصة قياسية من قيمة مؤشر S&P 500. هذا التركّز يثير قلق الاقتصاديين: فإذا خفت الحماسة حول الذكاء الاصطناعي، فقد تنتقل التداعيات إلى السوق كله.
المحرّك الأساسي للهبوط الأخير هو الخوف من أن التوقعات بشأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مبالغ فيها، بينما تبقى الفوائد القصيرة الأجل غير مؤكدة. أكبر شركات التكنولوجيا في العالم استثمرت مبالغ هائلة في تطوير بنية الذكاء الاصطناعي التحتية – مئات مليارات الدولارات في مراكز البيانات والرقاقات والحواسيب الفائقة – لكن الآثار المالية لهذه الاستثمارات لا تزال غير واضحة. ويقول محللو السوق: "على شركات التكنولوجيا أن تنفق كثيرًا لمواكبة الطلب المتزايد، لكن هذا الطلب لم يتحول بعد إلى أرباح أو إنتاجية ملموسة. المستثمرون أصبحوا أكثر تشككًا." وبعبارة أخرى، هناك خشية من أن الشركات تضخ موارد ضخمة في الذكاء الاصطناعي دون أدلة واضحة على أن هذه الاستثمارات ستؤتي ثمارها قريبًا.
وازداد حذر المستثمرين نتيجة خطوات من مؤسسات استثمارية خفّضت توصياتها بشأن أسهم أكبر شركات التكنولوجيا. ويحذر المحللون من أن الاستثمارات في بنية الذكاء الاصطناعي الجديدة – مثل مجموعات الـGPU المتخصصة – تكلف عدة أضعاف الأنظمة السحابية التقليدية، لكنها لا تحقق عائدات متناسبة بعد. ويرى هؤلاء أن السوق قد منح عمالقة التكنولوجيا "قدرًا كبيرًا من الثقة" بافتراض أن النفقات الضخمة على الذكاء الاصطناعي ستدرّ عوائد مماثلة للاستثمارات السابقة في الخدمات السحابية، وهو أمر بعيد عن اليقين. وقد أدت هذه التقديرات إلى فتور الحماسة وإلى إعادة تقييم التقييمات المرتفعة لأمازون ومايكروسوفت وإنفيديا وغيرهم من قادة اتجاه الذكاء الاصطناعي.
وفي السياق الأوسع، تمثل هذه الاضطرابات نوعًا من نقطة التحول لقطاع التكنولوجيا. لسنوات، كانت شركات التكنولوجيا الكبرى هي المفضلة في الأسواق بفضل رؤى مستقبل الذكاء الاصطناعي. وقد حطمت أسهمها الأرقام القياسية، محافظة على نمو المؤشرات رغم الصدمات الاقتصادية العرضية. لكن اليوم، يطرح المستثمرون سؤالًا صريحًا: هل ثورة الذكاء الاصطناعي حقًا على الأبواب، أم أنها مجرد فقاعة آمال؟ وعلى الرغم من أن عمالقة التكنولوجيا يحققون إيرادات حقيقية – بخلاف شركات الدوت-كوم – فإن توقعات أرباح المستقبل باتت الآن محل شك كبير.
أصبح السوق يطالب بشكل متزايد بنتائج ملموسة، وليس مجرد وعود كبيرة. وإذا لم تُظهر الشركات التكنولوجية الرائدة قريبًا أرباحًا واضحة من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، فقد تتعمّق موجة البيع. وحتى الآن، الرسالة من وول ستريت واضحة: عصر النمو المذهل المدفوع بالتوقعات قد انتهى – وندخل مرحلة تتطلب نتائج قابلة للقياس، واستدامة، وقيمة حقيقية.
/ / /
"Standard Prva" LLC Bijeljina هي شركة مسجلة في بييلينا في المحكمة التجارية في بييلينا. تشمل أنشطة الشركة المحاسبة وشراء الديون واستثمار رأس المال وخدمات أخرى ذات صلة. تعتبر الديون المتعثرة جزءًا من المجموعة التي تقوم فيها الشركة بشراء الديون التي تعمل ولم تعود بانتظام. مكتب المحاماة Stevanović هو المكتب الرائد للمحاماة في المنطقة مع مقر في بييلينا. تعبر اختصار LO عن مكتب محاماة Vesna Stevanović ومكتب محاماة Miloš Stevanović. للاتصال: press@advokati-stevanovic.com أو عبر الهاتف 00387 55 22 4444 أو 00 387 55 230 000.



