عائلة بورشه-بييش تتخذ قرارًا بالاستثمار في صناعة الأسلحة

عائلة بورشه-بييش تتخذ قرارًا بالاستثمار في صناعة الأسلحة

15.08.2025

كتبه: ميلوش ستيفانوفيتش، محامٍ – دوشكو كاريشيك، محاسب

منعطف غير متوقع لسلالة السيارات

في خطوة تمثل تحولًا غير متوقع لعائلة أعمال اشتهرت بالسيارات الرياضية والفاخرة، أعلنت شركة Porsche Automobil Holding SE (القابضة العائلية) عن إنشاء منصة استثمارية خاصة في مجال صناعة الأسلحة والصناعات الدفاعية.

ستُنشأ هذه المنصة بالتعاون مع مستثمرين وشركاء آخرين (لم تُعلن أسماؤهم بعد) للاستثمار في شركات واعدة في قطاع الدفاع. ومن الجدير بالذكر أن بورشه SE تخلّت عن مبدأها السابق المتمثل في تمويل المشاريع ذات الاستخدام المزدوج فقط (المدني والعسكري)، مما يعني أنها الآن مستعدة للاستثمار في التقنيات العسكرية البحتة.

قال الرئيس التنفيذي للشركة، هانس ديتر بوتش، إن هدفها هو «زيادة الانخراط في القطاعات الدفاعية والمرتبطة بها، مع الحفاظ على تركيزنا الأساسي على التنقل والتكنولوجيا الصناعية». وبعبارة أخرى، ترغب العائلة في الحفاظ على نشاطها الرئيسي في صناعة السيارات والصناعة، لكنها ترى فرصة في التنويع نحو الصناعة العسكرية سريعة النمو.

في الوقت نفسه، خفّضت بورشه SE توقعاتها للأرباح هذا العام بسبب ضعف قطاع السيارات، إذ خفّضت التوقع السنوي للأرباح إلى ما لا يقل عن 1.6 مليار يورو بعد أن كان 2.4 مليار يورو، ما يشير إلى أن نشاطها التقليدي يواجه ضغوطًا دفعتها إلى البحث عن مجالات نمو جديدة.

الأسباب والسياق الأوسع

يأتي قرار عائلة بورشه-بييش في وقت يشهد تغييرات اقتصادية وجيوسياسية كبيرة، ويشير الخبراء إلى عدة عوامل رئيسية وراء هذا التوجه:

  • التوترات الجيوسياسية وارتفاع الميزانيات العسكرية – الحرب في أوكرانيا والواقع الأمني الجديد في أوروبا دفعت الدول الأوروبية إلى تخصيص مئات المليارات من اليوروهات لاحتياجات الدفاع، مما جعل القطاع الدفاعي جذابًا للمستثمرين. وكانت بورشه SE قد ألمحت في مارس الماضي إلى نيتها استثمارًا طويل الأجل في الدفاع أو البنية التحتية خارج أنشطتها في السيارات.

  • تراجع صناعة السيارات – تواجه الصناعة التقليدية تحديات من تباطؤ الطلب في بعض الأسواق، والتحول إلى السيارات الكهربائية، وزيادة المنافسة الأجنبية. وقد سجلت مجموعة فولكسفاغن نتائج أضعف وخفّضت توقعاتها، مما أثر مباشرة على القابضة بورشه SE.

  • الربحية واتجاهات قطاع الدفاع – ليست بورشه-بييش الوحيدة في هذا المجال، فشركات ألمانية مثل فولكسفاغن، ودايملر تراك، وشافلر تستكشف أيضًا فرصًا في الدفاع. ويصف المحللون القطاع الدفاعي بأنه "مزدهر" مع توقع استمرار النمو القوي في السنوات المقبلة، بفضل هوامش ربح مرتفعة نتيجة الطلب المتزايد.

الشراكات وخطط الاستثمار

تقول بورشه SE إن الخطوة الأولى ستكون إنشاء صندوق أو منصة استثمارية مخصصة للتقنيات الدفاعية، تستهدف الشركات الناشئة الواعدة في هذا المجال، بالتعاون مع مستثمرين وشركاء أقوياء.

وقد أعلنت الشركة عن تنظيم حدث خاص يُسمى "يوم الدفاع" ليكون فرصة للتواصل بين الصناديق العائلية الألمانية والأوروبية وفرص الاستثمار الدفاعي.

وبحسب بلومبرغ، تجري بورشه SE وفودافون الألمانية محادثات لتصبحا مستثمرين رئيسيين في صندوق رأس مال مخاطر دفاعي أوروبي بقيمة 500 مليون يورو، يدار من قبل شركة DTCP في هامبورغ، ويركز على الشركات الناشئة الأوروبية في مجالات مثل أنظمة الأقمار الصناعية، والذكاء الاصطناعي للاستخدام العسكري، والإلكترونيات المتقدمة، والطائرات بدون طيار.

وقد حددت بورشه SE مجالات اهتمام خاصة تشمل المراقبة بالأقمار الصناعية، وأنظمة الاستطلاع وأجهزة الاستشعار، والأمن السيبراني، وشبكات الإمداد واللوجستيات. كما استثمرت بالفعل في شركات مثل Quantum Systems (الطائرات المسيرة) وIsar Aerospace (إطلاق الأقمار الصناعية). حتى فولكسفاغن نفسها منخرطة في مجال الدفاع عبر مشروع مشترك مع Rheinmetall لإنتاج مركبات عسكرية خاصة.

خلفية تاريخية وتعليقات

من المفارقات أن اسم بورشه ارتبط من قبل بالصناعة العسكرية، إذ عمل فرديناند بورشه، مؤسس العلامة، في تصميم الدبابات لألمانيا النازية في الثلاثينيات والأربعينيات، كما استُخدم تصميمه لفولكسفاغن "الخنفساء" كأساس للمركبات العسكرية في الحرب العالمية الثانية.

وبعد الحرب، أنتجت فولكسفاغن مركبات عسكرية خفيفة قبل أن تتحول بالكامل إلى السيارات المدنية. وهذا يعكس أن إرث العائلة يضم جوانب عسكرية، رغم أن العقود السبع الماضية كانت مكرسة للسيارات الفاخرة.

ردود فعل السوق والمحللين جاءت متحفظة، فبينما يُنظر إلى قطاع الدفاع على أنه مزدهر، يؤكد خبراء المال أن السيارات ستظل المصدر الرئيسي لقوة وأرباح العائلة. ويرى المحللون أن الاستثمار في صناعة الأسلحة يمثل تنويعًا استراتيجيًا أكثر منه تحولًا جذريًا في نموذج العمل.

/ / /

"Standard Prva" LLC Bijeljina هي شركة مسجلة في بييلينا في المحكمة التجارية في بييلينا. تشمل أنشطة الشركة المحاسبة وشراء الديون واستثمار رأس المال وخدمات أخرى ذات صلة. تعتبر الديون المتعثرة جزءًا من المجموعة التي تقوم فيها الشركة بشراء الديون التي تعمل ولم تعود بانتظام. مكتب المحاماة Stevanović هو المكتب الرائد للمحاماة في المنطقة مع مقر في بييلينا. تعبر اختصار LO عن مكتب محاماة Vesna Stevanović ومكتب محاماة Miloš Stevanović. للاتصال: press@advokati-stevanovic.com أو عبر الهاتف 00387 55 22 4444 أو 00 387 55 230 000.

حقوق النشر (ج) Standard Prva d.o.o. بييلينا 2024. كل الحقوق محفوظة. يتم تقديم الخدمات القانونية حصريًا من قبل مكتب محاماة فيسنا ستيفانوفيتش أو ميلوش ستيفانوفيتش من بييلينا. تقدم خدمات المحاسبة من قبل "ستاندارد برفا" d.o.o. يتم توفير الخدمات السكرتارية والخدمات ذات الصلة من قبل "يونايتد ديفلوبمنت" d.o.o. بييلينا.