العقوبات الأمريكية ضد NIS: ضربة لقطاع الطاقة في صربيا والمنطقة
10.10.2025فرضت الولايات المتحدة الأمريكية في 9 أكتوبر 2025 عقوبات كاملة على شركة نفط صربيا (NIS)، وهي أكبر شركة طاقة في صربيا.
وقد تم اتخاذ هذا القرار، بعد عدة تأجيلات، مبرراً بملكية روسية أغلبية، وسعي واشنطن لمنع تمويل آلة الحرب الروسية من خلال الإيرادات الطاقوية. دخلت العقوبات حيز التنفيذ فوراً، ومن المتوقع أن يكون لها صدى خطير ليس فقط في صربيا، بل أيضاً في البوسنة والهرسك، نظراً لأن شركة NIS تعمل في البوسنة والهرسك من خلال شركة G-Petrol d.o.o. Sarajevo.
أسباب ونطاق العقوبات
تم إدراج شركة NIS على قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات الخاصة بمكتب مراقبة الأصول الأجنبية (قائمة SDN)، كشركة خاضعة لسيطرة شركة غازبروم نفت، عملاق الطاقة الروسي. وبذلك، تم تصنيف NIS كجزء من شبكة روسية أوسع تحقق موسكو من خلالها إيرادات لتمويل الحرب في أوكرانيا.
الإجراءات الأمريكية تمنع جميع المعاملات المالية والتجارية مع شركة NIS، بما في ذلك استخدام بطاقات الدفع الدولية، والحسابات بالعملات الأجنبية، والتعاون مع البنوك الغربية.
وفي الأيام الأولى لتطبيق العقوبات، تعرضت عمليات الشركة للشلل: حيث اضطر خط أنابيب JANAF من كرواتيا إلى وقف نقل النفط إلى مصفاة بانتشيفو، مما يهدد بشكل مباشر تدفق النفط الخام وتوريد السوق المنتظم.
أهمية شركة NIS لصربيا
تُعتبر شركة NIS العمود الفقري لنظام الطاقة الصربي – فهي توظف أكثر من 13,000 شخص، وتدير مصفاتين في بانتشيفو ونوفي ساد، وتؤمّن ما يصل إلى 80٪ من احتياجات البلاد من الوقود. كما أنها واحدة من أكبر المساهمين الأفراد في ميزانية الدولة.
لذلك، فإن فرض العقوبات على مثل هذه الشركة الكبيرة والمتكاملة عمودياً له عواقب اقتصادية عميقة: انخفاض الإنتاج يعني انخفاضاً في الإيرادات من الرسوم والضرائب وأرباح الأسهم، وأي توقف في عمل مصفاة بانتشيفو ينعكس تلقائياً على الأسعار والتضخم.
وقد وصف الرئيس ألكسندر فوتشيتش العقوبات بأنها “ضربة قاسية لصربيا”، لكنها أيضاً تحدٍ يجب على البلاد تجاوزه من خلال إيجاد مصادر جديدة للتوريد وتقليل الاعتماد على رأس المال الروسي.
وجود NIS في البوسنة والهرسك من خلال G-Petrol
في البوسنة والهرسك، تعمل شركة NIS من خلال G-Petrol d.o.o. Sarajevo، والتي تدير أكثر من 40 محطة وقود وتوظف حوالي 500 عامل. تعتبر G-Petrol ثاني أكبر موزع للمشتقات النفطية في البوسنة والهرسك، وتأتي جميع منتجاتها تقريباً من مصفاة بانتشيفو.
لذلك، فإن العقوبات على NIS تنعكس تلقائياً على البوسنة والهرسك – حيث لا يمكن الدفع في محطات Gazprom/NIS إلا نقداً أو ببطاقات محلية، لأن المعاملات الدولية محظورة.
ومع ذلك، لم يشهد سوق البوسنة والهرسك حتى الآن اضطرابات كبيرة: فقد تولى موزعون آخرون، مثل شركة INA، جزءاً من التوريد في الوقت المناسب، وبالتالي لا توجد حالات نقص. لكن على المدى الطويل، من المتوقع أن تزداد تبعية البوسنة والهرسك للواردات من كرواتيا ومصافي الاتحاد الأوروبي، مما قد يؤدي إلى زيادة أسعار الوقود وتغيير التوازن التنافسي في السوق.
الصدى السياسي والاقتصادي
يؤكد الممثلون الدبلوماسيون الأمريكيون أن العقوبات لا تستهدف صربيا، بل رأس المال الروسي في قطاعها الطاقوي فقط. ووفقاً لتصريحات القائم بالأعمال الأمريكي ألكسندر تيتولو، فإن الهدف هو أن “تستعيد صربيا السيطرة على مواردها الحيوية وتعزز استقلالها الطاقوي”.
من ناحية أخرى، يحاول بلغراد إيجاد طرق لتخفيف العواقب، بما في ذلك إمكانية شراء الأسهم الروسية في شركة NIS أو جذب مستثمرين من طرف ثالث غير خاضعين للعقوبات.
أما في البوسنة والهرسك، فقد كانت ردود الفعل صامتة نسبياً. ففي اتحاد البوسنة والهرسك، يسود الرأي القائل بأن العقوبات ستعزز موقع المورّدين الغربيين في السوق، بينما يُنظر إلى هذه الخطوة في جمهورية صربسكا أيضاً كضغط سياسي على المصالح الصربية في قطاع الطاقة.
الخاتمة
تمثل العقوبات المفروضة على NIS نقطة تحول لقطاع الطاقة في صربيا والمنطقة. على المدى القصير، وبفضل المخزون، لا يتوقع حدوث نقص في الوقود، لكن العمليات طويلة الأمد تحت الحصار الأمريكي غير قابلة للاستمرار.
سيتعين على صربيا أن تختار بين الاحتفاظ برأس المال الروسي أو التدرج في التوافق مع القواعد الطاقوية الغربية – وهو قرار سيحدد ليس فقط مستقبل الطاقة، بل أيضاً المستقبل السياسي للبلاد.
أما بالنسبة للبوسنة والهرسك، فإن انسحاب G-Petrol المحتمل سيفتح المجال أمام دور أكبر للشركات الغربية وتغيير التوازن الطاقوي لصالح الاتحاد الأوروبي.
قد تكون العقوبات المفروضة على NIS، رغم قسوتها، بمثابة محفّز على المدى البعيد للانتقال نحو مستقبل طاقوي أكثر استقراراً واستقلالاً في البلقان – إذا كانت الاستجابة لهذا التحدي مدروسة ومنسّقة واستراتيجية.
StandardPrva.ba / AK Stevanović
/ / /
"Standard Prva" LLC Bijeljina هي شركة مسجلة في بييلينا في المحكمة التجارية في بييلينا. تشمل أنشطة الشركة المحاسبة وشراء الديون واستثمار رأس المال وخدمات أخرى ذات صلة. تعتبر الديون المتعثرة جزءًا من المجموعة التي تقوم فيها الشركة بشراء الديون التي تعمل ولم تعود بانتظام. مكتب المحاماة Stevanović هو المكتب الرائد للمحاماة في المنطقة مع مقر في بييلينا. تعبر اختصار LO عن مكتب محاماة Vesna Stevanović ومكتب محاماة Miloš Stevanović. للاتصال: press@advokati-stevanovic.com أو عبر الهاتف 00387 55 22 4444 أو 00 387 55 230 000.